تعتبر اللثة أحد أكثر الأماكن حساسية في جسم الإنسان، بسبب تعرضها للأمراض الداخلية والخارجية، وتعتبر أمراض اللثة من الأمراض المنتشرة بكثرة في جميع المجتمعات، ويسبب الألم الناتج عن أي مرض يصيب اللثة وجعاً كبيراً لصاحبه وقد لا يستجيب مع المسكنات الدوائية.
تحيط اللثة بالأسنان من جميع الجوانب وبداخلها يقع جذر السن، وعند إجراء عملية زراعة الأسنان يتم اقتلاع الجذر من اللثة وتركيب القاعدة الجديدة الواصلة ما بين العظم الفكي وتجويف السن الذي تحيط به اللثة، والتي قد تصاب بشيء من الالتهاب أو الانتفاخ لتعود لطبيعتها بعد الانتهاء من عملية تركيب الأسنان.
وسنشرح هنا مجموعة الآفات والأمراض التي تصيب اللثة وكيفية علاجها والوقاية منها أيضا.
أنواع أمراض اللثة:
التهاب اللثة:
يعتبر التهاب اللثة من أكثر أمراض اللثة والفم والأسنان شيوعاً، ويحدث التهاب اللثة نتيجة الإصابة ببكتيريا أو فايروس دخل للفم وأصاب اللثة لعدم الاهتمام بنظافة الأسنان أو تطهيرها من بقايا الطعام، وقد تكون اللثة ملتهبة دون الإحساس بالألم، ويدل على التهاب اللثة لونها المائل للاحمرار، ولمن تظهر لديه هذه العلامات العناية بنظافة الفم والأسنان واستخدام الفرشاة والمعجون والغسول الفموي الغني بمادة اليود التي تساعد اللثة على مقاومة الالتهاب.
التهاب اللثة الحاد:
بذات الأسباب المؤدية لالتهاب اللثة قد يتطور الالتهاب ويصل لمستوى متقدم، يزداد معه احمرار اللثة والألم عند الضغط على مكان الالتهاب بالإضافة لنزيف في اللثة عند لمسها، وهنا ينصح بمراجعة الطبيب المختص في الحال للحد من تطور الالتهاب، مع التوصية باستخدام الغسول الفموي المطهر وتنظيف الأسنان بلطف شديد بسبب التهيج بالشعيرات الدموية الموجودة في اللثة ما يعني النزيف المستمر وعدم التئام الشعيرات الدموية بالسرعة الكافية.
التهاب اللثة المتطور:
قد يتعدى التهاب اللثة الحاد إلى وضع متدهور ومزمن أكثر، وهو ما يعرف بالتهاب اللثة المتطور والذي يتطور من التهاب موضعي بمكان معين إلى انتشار الالتهاب لكامل اللثة، وقد يؤدي الالتهاب إلى ضرر كبير في الأسنان قد يؤدي إلى خسارتها بسبب ظهور عوارض صحية كانحسار اللثة أو التهاب دعائم الأسنان.
انحسار اللثة:
لا يحدث انحسار اللثة بشكل مفاجئ، إنما يتم عبر التقادم فإهمال متابعة اللثة و أمراض اللثة التي قد تصيبها وإهمال تنظيف الأسنان بشكل دوري، يؤدي لالتهاب اللثة وتقدمه حتى تصل إلى مرحلة الانحسار، وبهذه الحالة عند انحسار اللثة تبدأ جذور الأسنان بالظهور، وتستطيع البكتيريا والجراثيم بهذه الحالة التغلغل أكثر في بنية السن ما يؤدي بالنهاية لخسارة الأسنان.
ويستطيع الطبيب المختص بعلاج انحسار اللثة عبر الوسائل الطبية المتبعة بشد اللثة لتغطية أماكن الانحسار، وتنظيف الأسنان واللثة من البكتيريا وبقايا الطعام المتراكم بين الأسنان، مع التوصية بالاهتمام بنظافة الأسنان والعناية بها بشكل دقيق للسيطرة على حالة تدهور اللثة.
التهاب دعائم الأسنان:
لا يحدث التهاب دعائم الأسنان إلا إذا حدثت كل الأعراض و أمراض اللثة التي تم ذكرها سابقاً، وبهذه الحالة تكون اللثة بأضعف حالاتها بسبب تمكن البكتيريا من الوصول للأنسجة التي تربط جذر السن بالعظم الفكي وتسبب التهاباً حاداً لدعائم الأسنان المسؤولة على تثبيت الأسنان بمكانها، والحل الوحيد لهذه الحالة هو إجراء عملية زراعة الأسنان لأن التجويف العظمي الذي يحتوي جذر الأسنان يكون قد تآكل تماماً وأصبح غير قابلٍ للإصلاح.
وتظهر أعراض أخرى لالتهاب دعائم الأسنان مثل انتفاخ اللثة وانحسارها، الشعور بالألم الشديد عند لمس مكان السن أو الضغط عليه، وجود قيح بين الأسنان، تخلخل الأسنان وسقوطها من مكانها وتباعد الأسنان بخلاف طبيعة تموضع الأسنان بالشكل المصفوف المعروف داخل الفم.
نزيف اللثة:
من أكثر أمراض اللثة شيوعاً، وبسبب حساسية الشعيرات الدموية الموجودة في اللثة فإن نزيف اللثة يعتبر أمراً شائعاً عند الكثير من الناس، قد يحدث أثناء عملية استخدام فرشاة الأسنان بقسوة أو بسبب خشونة ألياف الفرشاة المستخدمة، ومن الأسباب الأخرى لنزيف اللثة استخدام أدوية لها أعراض نزيف اللثة كمميعات الدم مثلا، وعند عدم متابعة تنظيف الأسنان بشكل دوري فإن الجير وبلاك الأسنان يتشكل حول الأسنان ما يسبب نزيف اللثة عند تفريشها بسبب الضغط عليها.
خراج اللثة:
خراج اللثة يعد من أمراض اللثة ويتشكل داخل اللثة أو داخل المحفظة العظمية للسن خراج يتجمع به القيح أو الصديد، نتيجة الإصابة بالجراثيم المعدية والمسببة للالتهاب والتقيح، يسبب خراج اللثة انتفاخاً وألماً كبيراً يصعب السيطرة عليه بسبب وصول الالتهاب للعصب الحسي الواصل لجذر السن ويعمل على تنبيه العصب بشكل مستمر على شكل نابض، يتكرر بين الفينة والأخرى، قد يحس المريض بالألم بشكل أكبر عند الاستلقاء أو النوم.
يعالج الطبيب المختص خراج اللثة بداية بالمضادات الحيوية التي تعمل على تخفيف الالتهاب والقضاء عليه، ثم تنظيف مكان الخراج من البكتيريا والجراثيم ومعاينة وضع السن الذي تشكل الالتهاب حوله، قد يضطر الطبيب المختص لسحب العصب وحشو الأقنية بحشوة العصب وتركيب تلبيسة سنية للقضاء على الالتهاب بشكل نهائي.
أعراض أمراض اللثة
يسهل التعرف على وجود مرض في اللثة عند ظهور أحد ألم أو نزيف أو احمرار في اللثة، وبحال ظهور أحد هذه الأعراض يجب التوجه للطبيب المختص من أجل تقييم وضع اللثة واتخاذ الإجراء الطبي المناسب لها.
طرق الحفاظ على اللثة من خلال تنظيف الأسنان
للوقاية من أمراض اللثة يعتبر تنظيف الأسنان هو الدرع الأول والأقوى من اجل الحفاظ على صحة اللثة ووقايتها من جميع الأمراض، ويكون تفريش الأسنان بلطف من الأعلى للأسفل بشكل نصف دائري بحيث تبدأ الفرشات من بداية أعلى الفك ليتم تدليك اللثة بأهداب فرشاة الأسنان والنزول باتجاه الأسنان بعدها، والعملية العكسية بحالة تفريش الفك السفلي للأسنان حيث يتم البدء من أسفل اللثة باتجاه الأعلى بحركة نصف دائرية، كما يجب استخدام الغسول الفموي أو الماء والملح بسبب فائدة اليود الكبيرة لصحة اللثة.
وبحال كانت اللثة وصلت لمراحل متطورة من الالتهاب أو الانحسار، فيتوجب اتباع تعليمات الطبيب المختص والالتزام بتناول المضادات الحيوية حتى تعود اللثة إلى شكلها الطبيعي، والأمر ببساطة يتطلب القليل من الاهتمام والالتزام بتفريش الأسنان بعد كل وجبة طعام أو على الأقل مرتان بشكل يومي.
الخلاصة
إن الحفاظ على صحة الفم والأسنان من أكثر الأمور التي يجب الاهتمام بها باعتبار الفم البوابة الرئيسية لتناول الأغذية التي تساعد الجسم بالكامل على التوازن والحصول على الغذاء بشكل رئيسي، فإن أي مرض يصيب الفم أو أحد أجزائه سيؤثر بشكل مؤكد على كافة أعضاء الجسم الأخرى.
وإن مراكز International Beauty Land تقدم خدمات علاج الأسنان واللثة والعمليات الجراحة كعمليات انحسار اللثة وعمليات زراعة الأسنان بأحدث التقنيات وأفضل النتائج التي تعطي للمريض الثقة في الأطباء العاملين ضمن مراكزنا والحصول على رفاهية العلاج الكاملة.